يــوم اللجـوء العالمـي

يوم اللجوء العالمي 20 يونيو الذي أقره مجلس الأمن الدولي عام 2000 للتذكير بشؤون اللاجئين حول العالم هو يوم  تتجدد فيه هذه الذكرى الأليمة عبر التاريخ والناتجة عن كوارث الصراعات البشرية والحروب او الكوارث الطبيعيه  نستذكر  من خلالها معانات شعبنا في سوريا وبالأخص الشمال السوري الذي أصبح ملاذاً للنازحين من الداخل السوري واللاجئين من الدول المجاورة كون المنطقة هي الأكثر أماناً من حيث أن  مكونات هذه المنطقة بعيدة عن التطرف من خلال الوحده الوطنية والعيش المشترك بين أبنائه وهذا ماتثبته تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وثقافة أبناء المنطقة واحتضان اللاجئين والنازحين وتأمين احتياجاتهم بجهود أبناء المنطقة رغم امكاناتهم  المحدوده عبر تطوع الكوادر الإنسانية في هذه المجال .

وفي يوم اللجوء العالمي الموافق ب 20/6/2017 يتجدد النشاط لتقديم المزيد للاجئين والنازحين مع أملنا أن تنتهي مأساتهم  على أرض سوريا ويتحقق الأمان الذي يضمن  عودتهم إلى مناطقهم  بمناسبة هذا اليوم قمنا نحن منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة بجوله على مخيمات النازحين من تاريخ 11/6/2017 حيث زارت المنظمة حتى تاريخ اعداد التقرير 6 مخيمات في مقاطعة الجزيرة وكوباني ومنبج  وقامت بأعداد تقارير مفصلة عن أعداد النازحين داخل المخيمات وخارجها  وتحديد نسبة  النساء والأطفال والذكور واحصاء ذوي الأحتياجات الخاصة ومستلزماتهم وعدد الوفيات والولادات داخل كل مخيم كما رصدنا الأوضاع الصحية والمعيشية داخل تلك المخيمات التي تعاني من قلة الغذاء المتوفر والضروري مع انعدام شبه كامل الكهرباء خاصة في ساعات الليل وانعدام أي وسيلة تبريد مع ارتفاع درجات الحرارة الأمر الذي يتسبب بصعوبة العيش داخل الخيم التي يعاني النازحون أساساً من نقصها وعدم استيعابها للأعداد المتزايدة من النازحين كما تزداد المعاناة داخل هذه المخيمات التي تفتقر أغلبها وخاصة الجديدة منها للحد الأدنى من متطلبات الحياة الصحية كمياه الشرب النظيفة والصرف الصحي ومطبخ يؤمن وجبات غذائية كافية للنازحين خاصة في التجمعات الغير نظامية والتي بلغ عدد النازحين فيها عشرات الآلاف ناهيك عن تدهور الوضع الصحي مع الافتقارلوجود  مراكز صحية داخل المخيمات ونقص شديد لدواء اللازم لمعالجة الأمراض المزمنة والحالات الطارئة بالإضافة الى توثيق ارتفاع نسبة الأمية بين النازحين وخاصة الأطفال منهم بسبب انقطاعهم عن التعليم لعدة سنوات الأمر الذي أدى إلى انخفاض المستوى الثقافي والتعليمي والتربوي لديهم .

إن منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة وبعد رصد الأوضاع الصحية والمعيشية للنازحين داخل المخيمات وخارجها ورغم ما تم تقديمه من امكانيات متوفرة من الإدارة الذاتية لإستيعاب النازحين وتأمينهم إلا أنها تبقي جهود محدودة لا تكفي لتأمين الإحتياجات الأساسية المتزايدة مع ارتفاع وتيرة الحرب داخل المنطقة ضد الإرهاب .

لذا نناشد كافة المنظمات الدولية والإنسانية للقيام بواجبها في مساعدة النازحين وتأمين احتياجات الحياة الضرورية اليومية لهم  والمساهمة في إنقاذ الطفولة من الضياع وسط غياب شبه كامل للوعي الثقافي والصحي والمعيشي و التعليمي الذي يهدد مستقبلهم وأمنهم فمحاربة الإرهاب وحده لا تكفي لتحقيق الأمن والاستقرار والقضاء على التطرف وانهائه .

كما نناشد منظمة الأمم المتحدة أن تقوم بواجبها الذي تأسست من أجله وأن لاتتحول لمجرد أرشيف لبيانات الإدانة والإستنكار وجمع أحصائيات لأعداد اللاجئين وتقييم أوضاعهم وكتابتها بتقارير تقدم في جدول أعمالها السنوي دون الوصول لحلول تنهي معاناة أولئك المهجرين بل أن تعمل على رفع الوعي بمعاناتهم وتعزيز الحماية لهم داخل أوطانهم .

 

20/6/2017

 

منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*