بيان صادرعن منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة

يصادف الأربعاء 23 آب / أغسطس / اليوم العالمي لذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر الأطلسي التي عدت ضمن أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان على امتداد التاريخ البشري لطول أمدها الذي بلغ 400 عام وقارب حجم ضحاياها نحو 17 مليون إنسان كما تعد وصمة عار على جبين الإنسانية تندى لها ضمائر شعوب العالم قاطبة .

إن منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة وهي تستذكر هذه المناسبة التي تشكل حقبة سوداء في تاريخ البشرية وتنوه بما يعنيه إحياء هذه الذكرى في ظل عودة مظاهر جديدة لتجارة الرقيق الأبيض والعبودية الحديثة التي تمثلت في ممارسات ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) بحق الإيزيديين بشكل خاص والذين هم من أقدم سكان موزوبوتاميا والشرق الأوسط وأصحاب أقدم الديانات التي عرفتها البشرية .

ففي يوم 3 آب /أغسطس/ من عام 2014 تعرضت المدن الإيزيدية في شنكال / بالعراق/ بعد  سقوط مدينة الموصل بيد عناصر التنظيم لهجوم من قبل عناصر التنظيم الذين ارتكبوا خلاله مجازر مروعة بحق السكان المدنيين الإيزيديين والتي يمكن تصنيفها كجرائم ضد الإنسانية ، حيث تسببت بقتل أكثر من 3000 مدني بينهم أطفال ونساء قطعت رؤوسهم بشكل بشع ، ودفن العديد منهم أحياء ، وأقدمت عشرات الفتيات الإيزيديات على الإنتحار خوفاً من الوقوع بيد عناصر التنظيم ، كما تم اختطاف 5000 إيزيدي لا يعرف مصير أغلبهم حتى الآن و تشرد أكثر من 400 ألف آخرين مات العشرات منهم أثناء رحلة الهروب تحت الشمس الحارقة حفاة وماتوا جوعاً وعطشاً ،كذلك تعرضت أكثر من 1500 امرأة إيزيدية للإغتصاب الجماعي وبيعت أكثر من   1000  امرأة إيزيدية و 2000  طفل ورجل في أسواق للنخاسة افتتحوها في العراق وسوريا ودول إقليمية مجاورة وسط تغاضي حكومات هذه الدول عما حدث على أراضيها من انتهاكات بحق الإنسانية وحريتها وتغاضي المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية  لتلك الانتهاكات الصارخة لمبادئ الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 والاتفاقية الخاصة بالرق الموقعة في جنيف يوم 25 سبتمبر 1926 وبنود المعاهدة التكميلية لها لعام 1956 الخاصة بإلغاء العبودية وتجارة الرقيق وبشكل خاص نص المادة /3 / منه والذي ينص على : ( يشكل نقل الرقيق من بلد إلى آخر بأية وسيلة أو محاولة هذا النقل أو الاشتراك فيه جرماً جنائياً في نظر قوانين الدول الأطراف في هذه الاتفاقية ويتعرض الأشخاص الذين يدانون بهذه الجريمة لعقوبات شديدة جداً)

ونحن في منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة وبمشاركة مجموعة من المؤسسات والمنظمات المدنية المحلية والإقليمية والدولية الموقعة على هذا البيان ، نرى أن الحرية حق لكل كائن بشري يكتسبه حين مولده لذا ونؤكد إيمانا منا بكرامة الشخص البشري وقدره فإننا : ندين ونستنكر ما تعرض له الشعب الإيزيدي في شنكال ونضم صوتنا إلى صوت لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الذي وصفته بأنه جريمة إبادة جماعية لعرق بشري وخرق لكافة المعاهدات والاتفاقات الدولية، و إننا نطالب الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية بجعل يوم 3 آب يوم الهجوم على شنكال يوماً عالمياً تستذكر فيه البشرية جمعاء الإبادة العرقية التي تعرض لها الإيزيديين والإهانة التي لا تغتفر بحق نسائه وأطفاله ورجاله الذين تم استرقاقهم وبيعهم في الأسواق كالسلع كما نطالب بتشكيل لجنة دولية وفتح تحقيق بحق كل من شارك في هذه المأساة الإنسانية وتقديم فاعليها والمتسببين بها والمشاركين فيها إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبتهم والكشف عن هذه الجريمة المروعة وملابساتها ومرتكبيها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*