بيان حول الذكرى السنوية الأولى لعملية نبع السلام والاحصاءات عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة نتيجة العملية المذكورة خلال عام

بتاريخ 9/10/2019 أطلقت الدولة التركية حملة عسكرية بمساندة الفصائل السورية المسلحة التابعة للائتلاف السوري المعارض تحت مسمى عملية نبع السلام في مناطق شمال شرق سورية الحدودية مع تركيا خاصةً منطقة رأس العين و تل ابيض على عمق 32 كم2 بحجة حماية الأمن القومي التركي و إقامة منطقة آمنة لإعادة توطين المهجرين و النازحين السوريين من الداخل السوري و القاطنين في تركيا في المناطق المذكورة أعلاه.

 أدت هذه الحملة إلى احتلال أجزاء من الأراضي السورية بطول 150 كم وعمق 32 كم بحيث تسببت بنزوح أكثر من 162,000  من السكان المدنيين من مناطقهم و ارتكاب جرائم و انتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية مستخدمة سلاح الجو و المدفعية بشكل مكثف وعشوائي في قصف الأهداف العسكرية و المدنية  و المرافق الحيوية و الخدمية.

فيما يلي إحصائية عن الانتهاكات التي تم توثيقها من تاريخ بدء العملية العسكرية من 09/10/2019 إلى 08/10/ 2020  تم اعدادها من قبل منظمة حقوق الانسان في الجزيرة و منظمة مبادرة دفاع الحقوقية – سورية :

  1.  بلغ عدد الضحايا الذين فقدوا حياتهم 340 ضحية وتم توثيق 187 حالة بينها 7 حالات اعدام ميداني و حالتي اغتصاب و 25 ضحية نتيجة التفجيرات داخل رأس العين و تل ابيض. كما أصيب 945 شخص , تم توثيق 339 حالة منها و توثيق 43 اصابة بسبب التفجيرات في منطقتي راس العين و تل ابيض.
  • كما تم توثيق استهداف النقاط والطواقم الطبية في مدن رأس العين و تل ابيض و تل تمر حيث تم استهداف مشفى السلام و مشفى روج بمدينة راس العين و استهداف 6 سيارات اسعاف واحدة منها تابعة لهيئة الصحة و 3 تابعة للهلال الاحمر الكردي و سيارتين تابعتين لمنظمة دولية ( منظمة فري بورما رينجرز مما أدى إلى فقدان أحد اعضاء المنظمة لحياته ), و كذلك تم استهداف ثلاث نقاط طبية و مركز طبي للهلال الأحمر الكردي , كما تم اختطاف فريق طبي مكون من ثلاث اشخاص حيث تم اعدامهم ميدانياً في إحدى ساحات بلدة سلوك بعد تعرضهم للتعذيب من قبل فصيل أحرار الشرقية .

كذلك تم استهداف الإعلاميين اثناء تغطيتهم للأحداث و حالات الانتهاك حيث فقد 4 إعلاميين لحياتهم و جرح 6 آخرون.

  •  بتاريخ 12/10/2010  قام فصيل احرار الشرقية بنصب كمين على مفرق قرية الارتوازية على طريق M4 حيث قاموا بارتكاب مجزرة ذهب ضحيتها 12 شخص , 3 مختطفين , 9 قتلى بينهم القيادية في حزب سوريا المستقبل هفرين خلف حيث تم الاعدام بشكل مباشر و التمثيل بالجثث و تصويرها.
  • بتاريخ 19/10/2019 قام سلاح الجو التركي و بأسناد مدفعي بقصف عشوائي لمدينة رأس العين و بشكل مكثف و استخدمت اسلحة غير تقليدية و محظورة ( الفوسفور الأبيض) بحيث أدى الهجوم إلى حرق 33 شخص بينهم 23 مدني و 10 عسكريين و 6 آخرين لم يتم التعرف على هويتهم بسبب الحرق الكامل و ذوبان ملامحهم . تم توثيق جميع الحالات و أجراء تحقيق و التأكد من المواد المستخدمة في الهجوم.
  •  بلغ عدد اللذين تم اختطافهم من قبل الفصائل المسلحة إلى 85 شخص, بحيث تعرضوا للتعذيب و مطالبة ذويهم بدفع فدية مقابل إطلاق سراحهم , كما تم توثيق اعتقال 78 مدني سوري من قبل الشرطة العسكرية في راس العين و تل ابيض بحيث تم نقلهم إلى الأراضي التركية لمحاكمتهم.
  • تم إغلاق 810 مدرسة في بداية الحملة على طول الحدود و تضرر 27 مدرسة بسبب الاستهداف المباشر و حرمان 86000 الف طالب من التعلم حيث تم إغلاق 482 مدرسة بشكل نهائي كما و بلغ عدد المعلمين المستوقفين عن العمل 4168 معلم في مناطق رأس العين و وتل أبيض.
  •  على غرار مدينة عفرين قامت الفصائل المسلحة بعمليات سلب و نهب واسعة النطاق حيث تم الاستلاء على 31 معمل صناعي و 29 فرن و 3200 طن من السماد و 1000 طن من الشعير بالإضافة إلى سرقة أكثر 300,000 ألف رأس من الماشية و كما تم الاستيلاء على المحلات التجارية العائدة للمدنيين و سرقتها بشكل كامل وتم نهب و سلب جميع الدوائر الحكومية الخدمية في رأس العين و تل أبيض و سلوك و جميع القرى. كما تم حرق 30,000 دونم من الأراضي الزراعية في رأس العين و تل ابيض خلال عام 2020.
  • نزوح أكثر من (162,000) مدني توزعوا في المدن و القرى المحيطة و داخل مخيمات و مراكز ايواء, كما تم استهداف مخيمي عين عيسى الذي كان يحوي (13,500) نازح و مخيم مبروكة الذي كان يحوي (4750) نازح بحيث تم إفراغهما بالكامل بسبب القصف علما أن مخيم عين عيسى كان يؤوي عدد كبير من عوائل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) و الذين فروا باتجاه المناطق التي تقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة المعروفة باسم الجيش الوطني السوري . كما قامت الدولة التركية و الفصائل المسلحة بأجراء تغيير ديموغرافي على نطاق واسع بحيث تم جلب 90 عائلة من ادلب و اسكانها في مدينة رأس العين في العام 2019 و تم جلب اكثر من 400 عراقي من المقاتلين العراقيين و اسكانهم ايضا في راس العين. و في عام 2020 تم جلب أكثر من 1400 عائلة عربية من ادلب و نازحي الغوطة و اسكانهم في القرى الكردية في المنطقة المذكورة
  •  تم تسجيل حالات بيع أعضاء بشرية لبعض المعتقلين في المشافي التركية كحالة الطفلة (ريماس محمد أشحرها),9 سنين, من مدينة رأس العين حيث اصيبت الطفلة اثناء الاشتباكات بين الفصائل و توفيت هناك بعد ان تم اخراج اعضائها. و بتاريخ 1 ايلول 2020 تم استلام جثة الطفل ماهر صبحي عنجور من المشافي التركية و قد تم سرقة أعضائه.
  1. تعرضت الأقليات في هذه المناطق إلى نفس السياسة المتبعة في عفرين وهي التهجير و محو كل شيء يتعلق بثقافتهم و دينهم فقد تعرضت الأقليات الأشورية و الأرمنية و الأيزيدية إلى الاستهداف المباشر من خلال تدمير الشواهد و الأماكن الدينية. تعرض الأيزيدين إلى الحجم الأكبر من هذه الانتهاكات لأن عدد القرى الأيزيدية في رأس العين تبلغ 15 قرية تم افراغها بشكل كامل بعد الحملة العسكرية المعروفة ب (نبع السلام ). حيث تم سلب و نهب جميع الممتلكات للايزيديين من آليات زراعية و ماشية و اثاث و الاستيلاء على الأراضي الزراعية و جني محاصيلها من قبل الفصائل. تم توثيق الاستيلاء على 65 منزل لإيزيديين في هذه المنطقة.
  1. تم توثيق هدم و استيلاء من قبل الدولة التركية و الفصائل المسلحة على أكثر من 80 منزل للمدنيين في قرى ( خربة جمو – الداوودية), كما و تم جرف 8 منازل في قرية الداوودية و بناء قاعدة عسكرية على أراضي المدنيين هناك.
  1.  قامت الدولة التركية بقطع المياه على أكثر من 1000000 نسمة في محافظة الحسكة وذلك بقطع المياه من محطة علوك في مدينة رأس العين حيث تعتبر المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمحافظة الحسكة المؤلفة من 34 بئراً بحيث عمد الجانب التركي إلى قطع المياه و استخدامه كسلاح ضد المدنيين وفي ظل الظروف التي تمر بها المناطق في الحسكة من انتشار جائحة covid 19 ودرجات الحرارة المرتفعة وقد عمدت الى قطع المياه أكثر من 8 مرات في فترات متفاوتة مما تسببت بأزمة انسانية في ظل عدم توافر البديل لهذه الابار , مع تقديم حجج واهية حول اسباب القطع منها قطع الإدارة الذاتية للكهرباء مع العلم يوجد مولدات كهربائية  مغذية لهذه الآبار.
  1. 13-    توثيق 5 حالات اغتصاب لنساء بينها حالتي قتل. 
  1. 14-    توثيق 90 حالة قصف للقرى و المدن التي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية من قبل الجيش التركي و الفصائل المسلحة. و توثيق 15 اشتباك داخل مدينة رأس العين و تل ابيض بين الفصائل المسلحة المسيطرين على المنطقة فيما بينهم. 

بناءً على ما ورد في هذا البيان فإننا نطالب :

1-  قيام الأمم المتحدة يتحمل مسؤولياتها والعمل على إنهاء احتلال الدولة التركية للأراضي السورية ووقف دائم لأطلاق النار.

2- فتح تحقيق مستقل بالانتهاكات التي حصلت وتحصل في مدينة رأس العين وتل أبيض وعفرين وتقديم الجناة إلى المحاكم الدولية ذات الصلة بالنظر في جرائم الحرب.

3- ضمان عودة النازحين إلى مدنهم وقراهم وتعويض المتضررين والالتزام بالمعاهدات الدولية وميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة حماية السكان المدنيين اثناء الحرب.

4- تقديم المساعدات الانسانية للنازحين في شمال شرق سوريا في مراكز اللجوء والمخيمات بعيداً عن الازدواجية من قبل الهيئات الانسانية التابعة للأمم المتحدة وفتح المعابر الانسانية لإيصال المساعدات .

8/10/2020

منظمة مبادرة دفاع الحقوقية- سوريا               منظمة حقوق الانسان في الجزيرة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*