بيان إلى الرأي العام للطفل الذي يصادف 20/11/2020

  • “يدفع الأطفال في سورية الثمن الأكبر نتيجة الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات في بلدهم سلبت منهم براءتهم وأحلامهم وحقهم الأصيل في الحياة والعيش الكريم معاناة أطفال سوريا وصمة عارعلى المجتمع الدولي” فيرجينا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام للأطفال والصراعات المسلحة في مجلس الأمن الدولي 27- تموز /يوليو 2018 تلخص العبارة السابقة الحجم الكارثي لآثار الحرب الدائرة في سورية والتي لم تضع أوزارها بعد حرب  دمرت البنية التحتية وقتلت وشردت مئات الآلاف من السكان المدنيين بينهم الكثير من الأطفال الأبرياء ضحايا الصراع المستمر والذي لا تبدو أية بوادر تلوح بالأفق لإيجاد حل سياسي – سلمي له – الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال عرضت  مستقبلهم للخطر فهي ستديم دورات الأجيال من الحرمان وعدم المساواة الأمر الذي يقوض استقرار المجتمع وأمنه ومستقبله واليوم ونحن نستذكر اليوم العالمي للطفل ونحتفي به نتذكر ولو على عجالة في سنوات الحرب الثماني الماضية في سورية كانت حافلة بالكثير من الانتهاكات الصارخة لحقوق الاطفال الأساسية من بينها القتل والتشويه والجروح والتيتم والحرمان من التعليم لأغراض عسكرية هذا وقد فاقم احتلال الجيش التركي والفصائل السورية الموالية  له – الجيش الوطني – الأوضاع سوء في عفرين , كري سبي ( تل أبيض ) , سرى كانيى ( رأس العين)  حيث استخدمت أسلحة محرمة  دولياً  كالذخائر العنقودية والقنابل الحرارية والأسلحة الكيماوية وخاصة الفسفور الأبيض في رأس العين وتل رفعت والتي تسببت بسقوط عشرات الضحايا من الأطفال حيث نذكر أنه  وبتاريخ  2/12/2019 في تل رفعت تم استهداف موقع قرب مدرسة بدون أن تكون هذه المدرسة هدفاً عسكرياً واضحاً تسببت بفقدان 11 مدنياً لحياتهم بينهم 8 أطفال وجرح 12 مدني بينهم 8 أطفال أما في حملة نبع السلام والتي بدأت منذ 9/10/2019 وحتى تاريخ إعداد التقرير تعرض /73/ طفل للانتهاكات من قبل الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني السوري التابع له حيث فقد 15/ طفلاً لحياته بينهم /2/ حالة إعدام ميداني و جرح /58/ طفل آخر وتبلغ هذه الهجمات حد جريمة الحرب المحتملة في شن هجمات عشوائية تؤدي إلى وفاة أو إصابة مدنيين متجاهلة القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف التي أولت الاطفال حماية خاصة والتميز في الهجمات ضدهم وضد المدنيين والأعيان كالمدارس ففي حملة غصن الزيتون عام 2018 تم استهداف أكثر من 60 مدرسة وتدمير عدد كبير منها وتحويل عدد آخر لمقرات عسكرية ومعتقلات وحرم أكثر من 50000 طالب من التعليم وكذلك في عملية نبع السلام عام 2019 والتي تسببت بإغلاق 810 مدارس في منطقة رأس العين وتل أبيض استهدف منها 27 مدرسة بشكل مباشر مما تسببت بأضرار مادية كبيرة ناهيك عن حرمان 86000 طالب من التعليم في تلك المناطق ونزوحهم إلى المدن والقرى المجاورة ولجأ عدد منهم إلى داخل مخيمات ومراكز ايواء في المناطق المذكورة في الرقة والحسكة وريفهما وسط ظروف معيشية وصحية قاسية خاصة على الأطفال والنساء  كما تم توثيق  الكثير من الحالات التي تعمدت فيها قوات الجيش التركي وفصائله المسلحة ممن يسمون الجيش الوطني لاحتجاز أطفال وإخضاعهم للتعذيب وسوء المعاملة ( وقد تأكد ذلك من خلال الفيديوهات التي سربت من عفرين وتظهر ذلك عندما كان الاطفال يجبرون على غسل المراحيض وضربهم وإذلالهم ناهيك عن حالات الاغتصاب لقاصرين داخل تلك المعتقلات وأمام أعين المعتقلين ) وهذه الأفعال تبلغ حد جرائم الحرب المتمثلة في القتل وسوء المعاملة والاعتداء على الكرامة الشخصية وذلك حسب اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية ولن  يغيب عن اذهاننا كذلك الجرائم التي ارتكبها إرهابيي داعش بحق الطفولة وإعدامهم للأطفال في الساحات العامة وما تعتبر جريمة حرب متمثلة في القتل والإعدام بدون محاكمة وإجبار فتيات لا تزيد أعمارهن عن 14 عاماً من الزواج بمقاتليها وخطف الاطفال الايزيديين وتجنيدهم وإجبارهم على ترك ديانتهم ويشكل الزواج القسري عنفاً جنسياً يبلغ حد جريمة حرب وبحسب توثيق منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة فإنه تم تثبيت ولادة أكثر من /50/ طفل من أم إيزيدية قاصر (بلغ عددهن في الجزيرة 47 طفلة) وأب داعشي مجهول الهوية وذلك نتيجة عمليات العنف الجنسي والاغتصاب التي تعرضن لها والأطفال المذكورون متواجدون في دار رعاية الأيتام في الجزيرة كما تم استخدامهم في عمليات انتحارية واحتجازهم لديها كورقة مساومة في عمليات تبادل الأسرى والحصول على فدية ما يبلغ حد جريمة حرب أيضاً بالإضافة إلى تفجيرات مازالوا مستمرين بافتعالها عن طريق المفخخات راح ضحيتها /15/ طفلاً خلال عام 2020 في مناطق شمال شرق سوريا .
  • إن تخصيص يوم عالمي للطفل والذي يصادف يوم الجمعة 20/11/2020 تأكد أهمية حقوق الطفل والعناية بها فقد اعتبرت الأمم المتحدة سنة 1989 سنة الطفل العالمية لتأمين الرعاية  لحقوق الطفل وضمان التنفيذ العملي لهذه المبادئ والقيم والشعارات ومناصرتها لمساعدتهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية وتوسيع الفرص المتاحة لهم لبلوغ الحد الاقصى من طاقتهم وقدراتهم وكان انشاء وكالة الأمم المتحددة للأطفال اليونيسف في 1953 والتي تستند في عملها باتفاقية حقوق الطفل 1989 التي اصبحت اسرع اتفاقية لحقوق الانسان اعتمادا واكثرها اتساعاً في التاريخ وغيرت الاتفاقية الطريقة التي ينظر فيها إلى الاطفال ومعاملتهم أي كثير يتمتعون بمجموعة متميزة من الحقوق بدلاً من النظر اليهم من خلال الرعاية والمحبة فقط ويظهر القبول غير المسبوق للاتفاقية بوضوح التزام عالمي واسع من اجل النهوض بحقوق الطفل .
  • إننا كمنظمة حقوق الإنسان في الجزيرة وفي هذه المناسبة ندعو المجتمع الدولي والوكالات المتخصصة إلى الاتحاد وحشد الدعم لوقف انتهاكات جيش الاحتلال التركي والفصائل الموالية له في المناطق المحتلة وبخاصة بحق الأطفال وكذلك منع استخدامهم في النزاعات المسلحة وتجنيدهم من كافة الأطراف المتصارعة وإساءة معاملتهم والقيام وعلى وجه السرعة  بإجراءات ضرورية للتخفيف من محنة الاطفال المشردين  وتوفير الملجأ لهم ودعمهم والعناية بهم وتوسيع فرصهم في الحياة وحمايتهم وهنا نذكر بعض الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال خلال عام 2020 في شمال شرق سوريا حيث تعرض حوالي /22/ طفل للقتل بحوادث جنائية ونتيجة الإهمال غرق أكثر من /7/ أطفال وتعرض /6/ آخرون للحروق , كما تعرضت طفلة للاغتصاب وفقدت حياتها ناهيك عن حالات الانتهاك للأطفال داخل مخيم الهول الذي يقطنه عدد كبير من عوائل تنظيم الدولة الإسلامية داعش حيث تعرض /7 / أطفال للانتهاك على يد نساء داعشيات داخل المخيم منها /5/ حالات قتل بينها /2/ إناث و /3/ ذكور وجرح اثنان آخران , كما بات تقديم الدعم النفسي للأطفال الذين يعانون من صدمات الحرب والصعوبة في الاندماج بالمجتمع والخوف المستمر من الاستهداف وفقدان الأمل بالمستقبل والذي يؤدي إلى ظهور حالات نفسية خطيرة قد تؤدي إلى فقدان الحياة ضرورة قصوى فخلال عام 2020 تم توثيق انتحار /10/ أطفال بينهم /6/ إناث ومحاولتي انتحار لذا فالدعم النفسي حاجة ملحة للتعافي من الصدمات المذكورة وكذلك الاهتمام بإعادة تأهيل المدارس المدمرة وبناء فصول دراسية جديدة وتشجيع الاطفال للعودة إلى المدارس التي تبقى الأمل لمستقبلهم ودعم برنامج اليونيسف للعمل على تقليل اعداد الطلاب خارج المدارس والحد من مشكلة عمالة الأطفال المتفاقمة والتي تزداد يومياً حيث تم توثيق أكثر من /950/ حالة لعمالة الأطفال منذ بداية عام 2020 في شمال شرق سوريا والطلب من الاطراف المتصارعة ضرورة احترام الحماية الخاصة أولها القانون الانساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الانسان  للأطفال والتوقف عن استهداف المدارس والمرافق العامة وإطلاق سراح جميع الاطفال المحتجزين لدى كافة الأطراف وإعادة تأهيلهم نفسياُ أو جسدياُ والتواصل مع المجتمع الدولي وخاصة التحالف الدولي لإعادة الاطفال الذين تربطهم صلات عائلية مقاتلي داعش إلى أوطانهم وما يعتبر الخطوات الأولى نحو بناء مستقبل واعد لهؤلاء الأطفال الأبرياء ضحايا الصراع السوري وأجندات الدول الاقليمية والدولية ” .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*