بيان شارك فيه ثلاثون منظمة حقوقية تدين تركيا وتطالب بإنهاء احتلالها للمناطق الكردية المحتلة

من عتبة بوابة العام الرابع للعدوان…عفرين تستغيث مجدداّ

بحلول العشرين من شهر يناير الجاري نكون أمام  أعوام ثلاثة مضت على  بدء الغزو والعدوان التركي  على منطقة عفرين الكردية السورية ، و ذلك في  خرق واضح وفاضح منها لكل الأخلاقيات و الاعراف و المواثيق الدولية و الدنيوية و عموم الشرائع السماوية  وخاصة المادة الثانية من ميثاق الامم المتحدة.

و استعانت تركيا في عدوانها ذاك و لا تزال ، بتنظيمات ترعاها و تتبع لها ، تضم سوريين و غير سوريين، يمارسون الارهاب المنظم بشقيه السياسي و العسكري داخل سوريا و خارجها بلا حدود ، في أرمينيا و ليبيا و العراق و سواها مثالا ،  كالائتلاف السوري لقوى الثورة و المعارضة و الميليشيات المسلحة المنضوية تحت مسمى الجيش الوطني السوري .

عامٌ تلو العام  يمضي و الانتهاكات والجرائم في عفرين  بحق المدنيين من سائر  أصلاء أهلها مستمرة و متفاقمة الكم و النوع من قبل من سلف ذكرهم أعلاه ، حيث لم تبقى موبقة و لا صنيفة من صنوف الاجرام إلا و مارسوها خلال الاعوام الثلاث التي خلت .

فالقتلٍ العمد للمدنيين و الاختطاف و التعذيب و الاغتصاب و الابتزاز و التهجير ، و كذلك السلب و النهب و السرقة و السطو المسلح و مصادرة الاموال و الممتلكات و الاستيلاء عليها و فرض الضرائب و الأتاوات و تهجير السكان قسرا ، وسرقة وتدمير المعالم الحضاريه والمزارات  الدينية وخاصة للاخوة الكرد الايزيديين ،  كانت و ما تزال عناوين بارزة و ممارسات حاضرة على الدوام في عفرين ، الى جانب الغاية و المنهجية الأبرز لتركيا  المتمثلة في تغيير ديموغرافية المنطقة و نزع الطابع و الهوية أو الخصوصية الكوردية عنها ، ناهيكم عن اجرامها بحق الطبيعة و حتى الحجر ، من خلال الاعتداء على الغابات و المناطق الحراجية و الاشجار المثمرة بأنواعها و قطعها و اتلافها و حرقها و لا سيما الزيتون كمصدر رزق اساسي لسكان المنطقة ( اكثر من ١٨ مليون شجرة ) ، و كذلك تدمير الآثار و الأوابد التاريخية و المزارات  والمعالم الحضارية ، دون ان تسلم المقابر حتى من تلك الوحشية ، في ظل صمتٍ وخذلان ٍ مشين من قبل المجتمع الدولي المصاب بداء الصُم والبكم.

و لسنا هنا بوارد الاحاطة بكل الجرائم و الانتهاكات المرتكبة و ذكرها ، أو ذكر الارقام و الاحصائيات  الخاصة بها ، و لا سيما أن المهمة تلك تفوق طاقاتنا و امكانياتنا أصلا ، نتيجة الكم الهائل لتلك الممارسات من جهة ، و التعتيم الشديد الذي تنتهجه تركيا بمؤسساتها و استخباراتها حيال جرائمها و جرائم اعوانها و ادواتها تلك من جهة ثانية .

ما نحن الا بوارد أننا في مناسبة تستوجب علينا تكرار تجديد  لفت انتباه العالم و اصحاب الشأن و القرار بصورة خاصة ، الى إن ما يجري ارتكابه يندرج دون أدنى شك في خانة جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية و خانة ما يهدد الامن و السلم الدوليين ، و ذلك كله استنادا الى دقيق و صريح ما ورد بذاك الشأن من نصوص و مواد في القوانين الدولية ، مثل اتفاقيات جينيف الاربعة لعام 1949 وبروتوكوليها الاضافيين ونظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998  و اتفاقيتي لاهاي ١٩٠٧،  ،١٨٩٩ و طبعا ميثاق الامم المتحدة .

و منه يساورنا مرارا التساؤل الآتي :

أين العالم و كل تلك الجهات من مسؤولياتها تجاه ما يحدث ؟

إن التقرير الصادر مؤخراً عن لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا و مثله الصادر عن المفوضية السامية لحقوق الانسان ، إضافة الى عديد التوثيقات و التقارير الرسمية و غير الرسمية أو الصادرة عن منظمات حقوقية مدنية عالمية كالعفو الدولية ، جميعها تؤكد وقوع و ارتكاب تلك الجرائم و الممارسات  .

يضاف الى الحال ذاك ، أن الوضع يتفاقم مع الايام سوءا و خطورة ، في ظل استمرار عمليات توطين  مئات الالاف من المستوطنين التركمان والعرب و سواهم ممن نزحوا من مختلف مناطق سوريا عموما ، بما فيهم المسلحين و الارهابيين و عوائلهم الذين جيء بهم من قبل الاحتلال التركي و تابعه الائتلاف السوري لقوى الثورة و المعارضة  الى عفرين ، و علما أن العديد من موجات النزوح  تمت أيضا استنادا لصفقات مشبوهة مع النظام و الروس.

يأتي مقابل ذلك ، استمرار بقاء مئات الآلاف من الكورد العفرينيين في مناطق التشرد و النزوح خارج عفرين و منعهم التام من العودة .

امام هذا الواقع المرير كله ، وفي ظل تخاذل المجتمع الدولي الذي فضّل تغليب المصالح الاقتصادية على غيرها من القيم والمبادىء الاخلاقية والانسانية والقانونية وتقاعس البعض من القوى والاطر الكردية والتزامها الصمت حيال جرائم الاحتلال  ومرتزقته ، كان لابد لنا كمنظمات حقوقية ومدنية  ، ان نأخذ على عاتقنا ما أمكن ، مهمة فضح وتعرية الاحتلال وتوثيق جرائمه وطرق ابواب المنظمات والهيئات الدولية و كل صاحب شأن و قرار لحثهم على النهوض بمسؤولياتهم القانونية و الانسانية و الاخلاقية بممارسة اقسى انواع الضغط على تركيا لوضع حد لجرائمها وانهاء احتلالها لمنطقة عفرين وجميع المناطق السورية المحتلة والانسحاب منها مع مرتزقتها.

18/1/2021

الموقعون…

1- المرصد السوري لحقوق الانسان

2- الهيئة القانونية الكردية (DYK)

3-  مركز ليكولين للدراسات والابحاث القانونية –المانيا

4- اللجنة الكردية لحقوق الانسان (راصد)

5- المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD)

6-جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة -المانيا

7- منظمة حقوق الانسان -عفرين سوريا

8- منصة عفرين

9- منظمة حقوق الانسان في سوريا (ماف)

10- منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة

11-  منظمة حقوق الإنسان في الفرات

12-  اتحاد المحامين في اقليم عفرين

13- مركز توثيق الانتهاكات في شمال وشرق سوريا

14- مركز عدل لحقوق الإنسان

15- شبكة عفرين بوست الاخبارية

16- اتحاد المحامين في الجزيرة

17- مبادرة دفاع الحقوقية- سوريا

18- الجمعية الكردية للدفاع عن حقوق الانسان في النمسا

19- مؤسسة ايزدينا

20- منظمة المجتمع المدني الكردي في اوربا

21-   لجنة حقوق الانسان في سوريا ( ماف )

22- Afrin media center

23- منظمة مهاباد لحقوق الانسان

24-  جمعية هيفي الكردية في بلجيكا

25- اتحاد ايزديي سوريا

26- لجنة الدفاع عن حقوق الانسان الايزيدية

27- منتدى تل ابيض للمجتمع المدني

28-شبكة انتينا كوردي – Kurdisch antenna network

29-مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا

30- رابطة زاكون القانونية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*