بيان إلى الرأي العام مرور عامين على بدء عملية نبع السلام

بعد مرور عامين على بدء عملية نبع السلام التي أطلقتها الدولة التركية والفصائل المسلحة المنضوية تحت إمرتها والمعروفة باسم الجيش الوطني السوري تم احتلال الأراضي السورية بين منطقة رأس العين وتل أبيض على طول الحدود السورية التركية بمسافة تقدر بطول 150 كم وبعمق 32 كم وقد أدت هذه الحملة إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان المدنيين من مناطقهم بعد ارتكاب جرائم بحقهم ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية , كما تسببت بدمار البنى التحتية ورغم قرار وقف إطلاق النار الذي أعلن وبضمانة أمريكية روسية إلا أن الحملة لم تتوقف فعلياً وقد خلف مئات الضحايا الذين فقدوا حياتهم ومئات الجرحى والمفقودين والمعتقلين والذين قضى عدد منهم حياته تحت التعذيب , كذلك تم إحداث عملية تغيير ديمغرافي كبيرة في المنطقة عبر استقدام المئات من عوائل المسلحين من الداخل السوري وعشرات العوائل الأجنبية لمسلحين أجانب متطرفين ناهيك عن عمليات التسلل التي يقومون بها من فترة لأخرى واستمرار القصف الممنهج للقرى والمدن المتاخمة لخط الجبهة وذلك لبث الرعب وضرب الاستقرار في المنطقة خاصة مع عمليات السرقة الممنهجة التي يقومون بها من فترة لأخرى بحق ممتلكات المدنيين في المدن وأرياف المنطقة حيث تسيطر القوات التركية وفصائل المعارضة السورية المسلحة حالياً على أكثر من /68/ بلدة وقرية نزح عشرات الآلاف من سكانها خوفاً على حياتهم بسبب الفظائع التي ارتكبت بحقهم وهم يعيشون الآن حياة مأساوية في مخيمات ومراكز إيواء ومنتشرين في المدن والأرياف المجاورة ويعانون من أوضاع مادية وصحية ومعيشية غاية في الصعوبة .

ونحن في منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة قد قمنا وخلال العامين الماضيين بتوثيق الانتهاكات التي ترتكبها الدولة التركية وفصائل المعارضة السورية بحق المدنيين في المناطق المحتلة في شمال وشرق سوريا وعلى الحدود السورية التركية بحسب الامكانيات المتوفرة لدينا وبسبب منع دخول المنظمات الحقوقية المستقلة للمناطق المحتلة لرصد ما يحدث بشكل محايد ومستقل وعليه فإننا نطالب :

  1. العمل على إنهاء الاحتلال التركي للمنطقة والمطالبة بقوات حفظ سلام دولية للإشراف على المنطقة بعد إنهاء الاحتلال وفق مبادئ ومقاصد الأمم المتحدة والقانون الدولي .
  • بصفتها قوة احتلال وداعمة للفصائل المحلية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتها على السلطات التركية ضمان عدم قيام مسؤوليها ومن هم تحت إمرتهم باحتجاز أي شخص تعسفياً أو إساءة معاملته أو الإساءة إليه ووقف نقل المواطنين السوريين من المنطقة المحتلة واحتجازهم ومحاكمتهم في تركيا والعمل على إعادة جميع المحتجزين السوريين الذين تم نقلهم إلى تركيا إلى الأراضي المحتلة في سوريا على الفور .
  • السلطات التركية ملزمة بالتحقيق في الانتهاكات المذكورة ( قتل – تهجير – تغيير ديمغرافي – خطف مقابل فدية مالية – احتجاز تعسفي ……… الخ ) وضمان معاقبة المسؤولين عنها بالشكل المناسب يمكن تحميل المسؤولية الجنائية للقادة الذين يعملون أو كان ينبغي لهم أن يعلموا بالجرائم التي ارتكبها مرؤوسهم ولكنهم لم يتخذوا أي إجراء لمنعها أو معاقبتها .
  • العمل على إرسال بعثة دولية – لجنة التحقيق الدولية الخاصة المستقلة المعنية بسورية المكلفة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وكذلك المنظمات والهيئات ذات الصلة إلى المناطق التي تحتلها تركيا (رأس العين – تل أبيض) وعلى وجه السرعة للتحقيق في هذه الانتهاكات ورفع التقارير بها وضمان معاقبة المسؤولين بالشكل المناسب .
  • العمل على العودة الآمنة للأهالي المهجرين قسراً والنازحين والفارين وإزالة كافة العوائق التي تحول دون عودتهم وذلك بضمانة دولية وضمان عدم الاعتداء عليهم وعلى أملاكهم .
  • العمل السريع من أجل الكشف عن مصير المخطوفين وإطلاق سراحهم سواء داخل السجون التركية أو الفصائل المتعاونة معها .
  • العمل على التوقف عن قصف الأهالي في مدنهم وقراهم الآمنة وعدم استهداف الأعيان المدنية والمدنيين الغير مشاركين في الأعمال الحربية .

23/10/2021                                                                                    منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*