اليوم العالمي للطفل

الحرب في سوريا تسببت بمعاناة إنسانية هائلة , فمنذ بدء تلك الحرب في 2011 وبعد مرور 8 أعوام عليها سقط ضحايا مدنيين بلغ عددهم /354000/ قتيل بينهم /19,811/ طفل بحسب منظمات ومصادر حقوقية محلية ودولية , وذلك بسبب تجاهل مبدأ حماية الأطفال بشكل كامل , وكما تسببت بتشريد أكثر من نصف سكان سوريا من مناطقهم إلى مناطق أخرى داخل سوريا وخارجها , تلك الحرب كان لها آثار مدمرة على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص فالحرب لاتترك إلا الآثار السلبية على كافة الأطياف وخاصة طبقة الأطفال فجيل كامل من الأطفال ولد في زمن الحرب ولم تقدم له خدمات كافية من التعليم والصحة وعاش عدد كبير منهم في مناطق محاصرة أو هجروا من مناطقهم وحرموا من التعليم والرعاية والأمان وهي أبسط مقومات الحياة السليمة وعاشوا في مخميات حيث 60% منهم حرم من التعليم , وهذا الأمر سيكون خطير على شكل المجتمع السوري في المستقبل مالم يتم العمل على تداركه وقد أكد أخصائيون في علم النفس أن عدد كبير من الأطفال في سوريا يعانون من حالات اضطراب في النطق والسلوك وحالات قلق وسلس بولي وانزواء  وعزلة وتأخر دراسي وصعوبات في النوم وإصابة عدد كبير من الأطفال بمرض اليرقان وجميع تلك الحالات تأتي نتيجة سماع صوت انفجارات أو رؤية مشاهد عنيفة سواء بشكل مباشر أو عبر وسائل الإعلام المختلفة وسماع الأخبار السيئة وردود أفعال الكبار اتجاهها , كل هذا حدث بسبب تجاهل مبدأ حماية الطفل بشكل كامل في سوريا الأمر الذي كان له عواقب وخيمة على الأطفال السوريين , فبحسب منظمة اليونيسيف العالمية فإن 870 طفل فقدوا حياتهم في سوريا في العام 2018فقط نتيجة استمرار الحرب الدائرة في عدة مناطق من البلاد وكان آخرها في مدينة عفرين السورية والتي تعرضت لعدوان من قبل الدولة التركية بمساندة عدد من الفصائل الإسلامية السورية بهدف إفراغ المنطقة من سكانها وإحداث تغيير ديمغرافي  في المنطقة عن طريق إستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين دون مراعاة للقوانين الدولية حيث خرقت في عدوانها ذاك كافة العهود والمواثيق الدولية وارتكبت جرائم  حرب راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال المدنيين , فمنذ تاريخ 20/1/2018 أي تاريخ بدء الحملة وثقت منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة , فقد ان54 طفل حياته بينهم 6 أطفال فقدوا حياتهم نتيجة الألغام وجرح 71 طفل وتعرض 13 طفل للخطف والإبتزاز وهجر أكثر من 350ألف مدني من المدينة وريفها جلهم من الأطفال والنساء, تشردوا في عدة مناطق داخل البلاد وخارجها وتجمع عدد كبير منهم في مخيمات بمناطق محيطة بالمدينة في الشهباء وتل رفعت وسط حصار خانق وظروف معيشية وصحية وتعليمية صعبة .

وإننا في منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة في هذا اليوم 20 نوفمبر 2018 في اليوم الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للطفل ويدعون فيه للعيش الآمن للأطفال وتحسين تواصلهم مع المجتمع فإننا ندعوا كافة الأطراف المتصارعة في سوريا إلى إيقاف تلك الحرب والالتزام بمبدأ حماية الأطفال في كافة المناطق السورية ومهما كانت الجهة المسيطرة على الأرض في منطقة النزاع ودعوة لعودة كافة المهجرين المهجرين إلى مناطقهم ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب خاصة بحق الأطفال ومحاكمتهم وتقديم الدعم والرعاية النفسية والصحية والتعليمية لهم لإعادة تأهيلهم واندماجهم مع المجتمع وتأمين حقهم في حياة آمنة مستقرة.

20/11/2018

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*