بيان

العمال هم الثروات الحقيقية في أي بلد ، وهم عصب الحياة و أساس تطورها و هذا ما أكده الإعلان العالمي لحقوق الانسان في المادة ٢٣ منه والتي تنص على
( 1 ) لكلِّ شخص حقُّ العمل، وفي حرِّية اختيار عمله، وفي شروط عمل عادلة ومُرضية، وفي الحماية من البطالة.
( 2 ) لجميع الأفراد، دون أيِّ تمييز، الحقُّ في أجٍر متساوٍ على العمل المتساوي.
( 3 ) لكلِّ فرد يعمل حقٌّ في مكافأة عادلة ومُرضية تكفل له ولأسرته عيشةً لائقةً بالكرامة البشرية، وتُستكمَل، عند الاقتضاء، بوسائل أخرى للحماية الاجتماعية.
( 4 ) لكلِّ شخص حقُّ إنشاء النقابات مع آخرين والانضمام إليها من أجل حماية مصالحه.

.ولكن رغم الجهود المبذولة لحمايتهم دوليا إلا أنهم دوما الأكثر تضرراً من تبعات الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية ، ففي الأزمات و الحروب هم الأكثر عرضة للانتهاك والاستغلال والتعرض للبطالة .
في الواحد من أيار لعام ٢٠٢٠ و الذي يصادف اليوم العالمي للعمال والذي يتم فيه الاحتفال في كل دول العالم بالعمال وجهودهم في تطوير عجلة الحياة و تطور المجتمع و بنائه يعاني العالم أجمع من جائحة فيروس كوفيد ١٩ والذي تسبب بإيقاف عجلة الحياة في العالم و راح ضحيتة مئات الآلاف من البشر الذين فقدوا حياتهم.
هذه الجائحة تسببت بأزمة صحية واقتصادية كبيرة كانت الفئة الأكثر تضررا منها هم فئة العمال فالعامل الذي لا يكدّ في يومه لن يجد قوته، وهو أمام خيار الموت بفيروس كورونا أو الموت جوعاً.
ونظرا لطول أمد هذه الأزمة المستمرة منذ أشهر والتي لن تنتهي على ما يبدو في زمن قريب ولأن عجلة الحياة لن تتوقف فإن ضمان صحة العمال في كافة القطاعات خاصة الصحية منها لابد أن تكون لها الأولوية ولضمان عودة آمنة إلى العمل، وتجنب أي انقطاعات إضافية في العمل، أوصت منظمة العمل الدولية بما يلي:
– تحديد وتقييم مخاطر العدوى في جميع عمليات العمل، والاستمرار في تقييمها بعد العودة إلى العمل.
– تبني تدابير تقليل مخاطر تناسب كل قطاع، والظروف الخاصة لكل مكان عمل ويد عاملة. وقد يشمل ذلك:
_ تقليل الاتصال الجسدي بين العمال والمتعاقدين والزبائن والزوار، واحترام قواعد التباعد الجسدي عند حدوث أي تواصل .
-تحسين التهوية في أماكن العمل.
– تنظيف الأسطح، والتأكد من نظافة أماكن العمل ومراعاة قواعد النظافة الصحية بشكل دوري، وتقديم تسهيلات ملائمة لغسل اليدين والتعقيم.
– تقديم معدات الوقاية الشخصية للعمال عند الحاجة ومجاناً.
– وضع ترتيبات لعزل الحالات المشتبه بها، وتعقب الأشخاص الذين تواصلوا معها.
-تقديم الدعم النفسي للعاملين.
– تقديم التدريب والتعليم والمواد الإعلامية عن الصحة والسلامة المهنية بما في ذلك ممارسات النظافة الصحية، وتطبيق أي ضوابط أخرى في مكان العمل (بما فيها معدات الوقاية الشخصية).
في سوريا وبسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من ٩ سنوات فإن أزمة العمل وتدني مستوى المعيشة و البطالة وعمالة الأطفال هي من أكثر القضايا انتشارا خاصة بسبب الهجرة والنزوح المتكرر للسوريين نتيجة رحى الحرب الدائرة والمستمرة حيث تحولت الأراضي السورية إلى ساحة لتصفية حسابات و تقاسم مناطق نفوذ يشارك فيها قوى محلية و اقليمية و دولية و يدفع السكان المدنيون ضريبتها من حياتهم و أمنهم و استقرارهم مما يأثر سلبا على اقتصاد البلد المدمر والمنهار .
لذا فإن ارساء قواعد السلام و انهاء الحرب الدائرة واللجوء للحل السياسي الدستوري لابد أن يكون من أولويات المرحلة الراهنة و كذلك لا بد أن توضع قضية العمال وسلامتهم وصحتهم وأجورهم وأمنهم على منصات المسؤولية، و جعلها من أولويات صناع القرار والمجتمع المدني و المنظمات الدولية المختصة .
منظمة حقوق الانسان في الجزيرة .
منظمة حقوق الانسان في عفرين سوريا .
منظمة حقوق الانسان في الفرات .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*