تقرير زيارة منظمة حقوق الإنســان في الجزيرة لمقاطعة عفرين
بسبب الصمت الدولي إذاء الحملة العسكرية التركية على منطقة عفرين والمستمرة منذ أكثر من/40/ يوم و رغم إصدار مجلس الأمن الدولي قراره ذو الرقم /2401/ في جلسته ليوم السبت /24/ شباط /2018/ بناء على مشروع قدمته دولة الكويت والمملكة السويدية والذي ينص على وقف جميع العمليات القتالية على كافة الأراضي السورية ولمدة لا تقل عن شهر وضرورة إلتزام كافة الأطراف به إلا أن الدولة التركية لا تزال بحملتها العسكرية متجاهلة بذلك قرار مجلس الأمن الأمر الذي بات يهدد حياة مليون نسمة في هذه المنطقة ,حيث أستخدم في هذه الحملة شتى أنواع الأسلحة الثقيلة والغير تقليدية , كالطائرات الحربية والمدفعية والدبابات وقذائف تحوي غازات خانقة وسامة ,والتي استهدفت المناطق الآهلة بالسكان المدنيين في قرى وبلدات المنطقة وفي مركز مدينة عفرين أيضاً ,وقد تعمد الجيش التركي في حملته الغير شرعية هذه والتي تعتبر عدوان دولة على دولة أخرى مستقلة توجيه ضربات ضد السكان المدنيين دون مراعاة للمعايير الإنسانية والدولية ومخالفة بذلك القانون الدولي الإنساني بإرتكابها جرائم حرب بحق المدنيين والإنسانية ومخالفة لأحكام المادة /147/ من اتفاقية جنيف الدولية الرابعة لعام /1939/
ومن تلك الانتهاكات التي تم توثيقها من قبل منظمة حقوق الإنسان في الجزير بعد زيارتها لعفرين بتاريخ 17/2/2018 وذلك أعتماداً على أحكام المادة /48/من البروتول الإضافي الأول الصادر عام /1977/ إلى إتفاقية جنيف لعام /1949/ والتي تنص على (تعمل أطراف النزاع على التمييز بين السكان المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية دون غيرها) ناهيك عن عدم شرعيتها
- تعمد توجيه الهجمات في القرى والبلدات ضد المباني السكينة والمباني التي لا تشكل هدفاً عسكرياً كالمدارس والجوامع والوحدات الطبية والمنشآت الخدمية والمواقع الأثرية والبنى التحتية والطواقم الطبية المسعفة للمدنيين المصابين من الهلال الأحمر الكردي والصليب الأحمر(والذي بلغ حتى تاريخ 21/2/2018 196 مدني فقدو حياتهم و625 جريح)
- إستهداف مشفى آفرين المركزي وثلاث مراكز صحية أخرى
- إستهداف محطة تصفية مياه في قرية ماتينة ناحية شرا عفرين بتاريخ 7 شباط 2018
- تم توثيق تدمير /45/ مدرسة ونتيجة لذلك تم إغلاق /318/مدرسة ومعهد وجامعة في عفرين لذلك بقي أكثر من /50/ ألف طفل خارج المدارس دون تعليم.
- إستهداف سد ميدانكي الحيوي وثلاث مواقع أثرية
- إستهداف سيارة الهلال الأحمر الكردي أخرى ولمنظمة روج آفا للإغاثة وقافلة للصليب الأحمر الدولي وإستهداف سيارة لإعلاميين تسبب بإصابة ثلاث منهم بجروح
- تعمد توجيه الضربات ضد السكان المحليين والنازحين ,مما تسبب بسقوط ضحايا بين المدنيين وقد تم توثيق عدد الضحايا منذ تاريخ 20/1/2018 ولغاية 1/3/2018 حيث وصل عدد الضحايا المدنيين الذين فقدو حياتهم /207/ مدني وعدد الجرحى المدنيين /602/ جريح وفق بيان أصدره المجلس الصحي بعفرين ولجنة الرصد والتوثيق بمنظمة حقوق الإنسان في عفرين وإستهداف قافلة للمدنيين أثناء توجهها إلى مدينة عفرين وأصيب خلالها /12/ مدني بجروح وفقد أحدهم حياته ,هذا الإستهداف تسبب بنشر الذعر والخوف بين المدنيين ,وأدى إلى النزوح الجماعي لأكثر من /140/ ألف مدني من نواحي راجو- جندريس – شية – بلبل – شران والقرى التابعة لها نحو مركز المدينة ,وكل ذلك يتم بقصد التهجير القسري للأهالي من القرى الحدودية وقد شكل تجمعهم أزمة خانقة داخل المدينة وزادت من معاناتهم مع غياب أي نوع من المساعدات الإغاثية والأنسانية لهم
- تعمد استخدام أسلحة تحوي غازات خانقة وسامة ضد المدنين ,وقد تم توثيق /6/ حالات بالدلائل وفق الظروف والامكانات المتاحة .
- الاعتداء على كرامة الإنسان والمعاملة المهينة خاصة لأسرى الحرب ,حيث تم توثيق حالتين من التمثيل بجثة مقاتلين أسيرين أثناء الأشتباكات وتصفية أسير مدني والإعتداء على آخر,الأمر الذي يشكل جريمة حرب تستحق العقاب وفق المادة الثامنة – الفقرة الثانية ب من نظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية .
لذا فإننا كمنظمات حقوقية مدافعة عن حقوق الإنسان إذ نحمل هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات الدولية والإنسانية المسؤولية القانونية والأخلاقية لعدم قيامها بواجباتها الدولية والإنسانية لحفظ الأمن والسلم الدوليين و وقف هذا العدوان , لما يسببه من جرائم بحق المدنيين العزل , لذا نطالب بحماية أولئك المدنيين وعدم استهدافهم وفق اتفاقية جنيف الرابعة لعام /1949/ ,ومنع وقوع المجازر والإبادة العرقية والتهجير القسري للأهالي ,وندعو إلى ضرورة إيجاد الحلول السياسية والسلمية لوقف هذه العملية العسكرية التركية ,والتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين والإنتهاكات التي خرقت قوانين المنازعات الدولية ,وإرسال لجان مختصة مستقلة للتحقيق في الجرائم المرتكبة وضرورة إلزام الدولة التركية بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم /2401/ والذي نص على وقف جميع العمليات القتالية على كافة الآراضي السورية وإرغامها على الإلتزام به وعدم تجاهله كون عفرين مدينة سورية وجزء لا يتجزأ من أراضيها والقرار يشمل كافة الأراضي السورية .
منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة