مصير إرث عفرين

عفرين تلك البقعة الجغرافية الصغيرة الواقعة في الشمال السوري على الحدود السورية التركية هي موطن للإنسان منذ أقدم العصور وتحمل بين ثناياها آثار عديدة كمدبة النبي هوري وآثار قرية براد ذات المكانة الدينية الهامة لدى المسيحيين الموارنة بالإضافة إلى قرية باسوطة ناهيك عن موقع عين دارا الأثري والذي يعود عمره لنهاية الألف الثاني قبل الميلاد والذي يعتبر إرثاً وقلعتها تاريخياً وثروة وطنية بحق وخاصة معبد أوتل الأثري بالإضافة لوجود ثلاث محميات أثرية على جبل سمعان وهي مدرجة على لائحة اليونسكو والتي تعود إلى العصر الروماني البيزنطي وعشرات المواقع الأثرية الهامة والتي تعود إلى عصور زمنية مختلفة

كل هذا الإرث الحضاري والذي يوثق حضارات أناس سكنو على هذا الأرض بات مهدداً ومعرضاً للخطر بعد أن دمر العديد من تلك المواقع بسبب عدوان الدولة التركية وحملتها العسكرية التي بدأت بتاريخ 20/1/2018 ومنذ بداية الحملة استهدف الجيش التركي المواقع المدنية والخدمية والطبية والأثرية وأصابها إصابات مباشرة كإستهداف موقع عين دارا الأثري بالقصف الذي أدى إلى تدمير حوالي 60% من المعبد والتماثيل المتواجدة داخله والتي تبعد حوالي 35كم عن مواقع الاشتباكات وذلك بعد معاينة المكان من قبل لجنة أثرية ومختصة والتي أكدت بأن الضربة كانت تستهدف الموقع بشكل مباشر لأنها لم تصب أي من الأبنية التي تحيط بالمكان أو الأراضي المجاورة له وهذا دليل على أنه ثمة تشابه بين ما فعله داعش بآثار تدمر وما تفعله الدولة التركية بآثار عفرين كما ثمة مخاوف من نهب ما تبقى من آثار داخل المنطقة والتي تعرضت للنهب بشكل كبير بعد دخول الجيش التركي والفصائل التابعة له إلى مركز مدينة عفرين وقراها لذا فإننا نناشد المنظمات الدولية المعنية بالآثار وحماية الإرث التاريخي للشعوب أن تطالب بحماية ما تبقى من آثار داخل المنطقة ومحاسبة الجيش التركي على تدمير المولقع الأثرية والتي يملك أغلبها طابعاً دينياً يدل على حضارة وثقافة شعوب المنطقة .

الرئيس المشترك لمنظمة حقوق الإنسان في الجزيرة

غالب خليل درويش

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*