بيان إلى الرأي العام العالمي

بتاريخ 9/10/2019م ، احتلت الدولة التركية منطقتي كري سبي- تل أبيض – سري كانيه –رأس العين تلازماً مع ارتكاب أشد الجرائم الدولية خطورة ، ألا وهي العدوان والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية واستخدام الأسلحة المحرمة والكيميائية ، لقد شنت الدولة التركية حينذاك حرباً عدوانية تشكل جريمة ضد السلام والأمن الدوليين ، لأن العدوان يعتبر على رأس الجرائم الدولية ، حسب التوصيف الذي قررته المحكمة العسكرية الدولية في نورمبوغ بصورة جازمة والجمعية العمومية الأولى للأمم المتحدة ، وقد ارتكبته بناءً على تخطيط و إعداد وتصميم وإصرار ، وخلافاً وتحدياً للقانون الدولي بكل تفاصيله، وبالدرجة الأولى لميثاق الأمم المتحدة الذي يعتبر فعلياً دستور العلاقات الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، والذي نص على محاربة العدوان بالمادة/39/ والفقرة /4/ من المادة /2/و بتفويض من مجلس الأمن وبدلالة القرار /2625/ الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والثلاثين ،الذي حرم التهديد أو استعمال القوة واعتبر ذلك تهديد للسلام ، ومستوجباً للمساءلة بموجب احكام القانون الدولي، وباحتلال الدولة التركية لمنطقتي كري سبي- تل أبيض- سري كانيه- رأس العين – بقصد إهلاك سكانها كلياً أو جزئياً وفي إطار هجوم واسع  النطاق ومنهجي موجه ضد أولئك السكان المدنيين، وعن علم وسابق إصرار وتخطيط، وكجريمة دولية قائمة بذاتها من حيث الأركان، ارتكبت الدولة التركية الإبادة الجماعية المتمثلة بقتل أفراد المنطقتين بخلفية أثنية وإلحاق الضرر الجسدي والعقلي الجسيم بهم وإخضاعهم عمداً لأحوال معيشية فقدو بنتيجتها اسباب الحياة كحق مقدس ،ومنصوص عليه في المادة/3/من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948م، كما ارتكبت الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة بالقتل العمد والإبادة والإبعاد القسري للسكان والسجن والحرمان الشديد من الحرية والتعذيب والاغتصاب وكافة أشكال العنف الجنسي ، والاضطهاد لأسباب سياسية  وأثنية والاختفاء القسري والفصل العنصري والتغيير الديمغرافي الذي كان ولا يزال قائماً على قدم وساق وتكرس باستقدام عوائل مرتزقتها وكل من تعول عليهم في مشروعها المتمثل باستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية البائدة بثوب جديد تطابق عليه الدولة التركية العثمانية الجديدة القائمة على الميثاق الملي الذي تم إقراره في آخر سنة للبرلمان العثماني بتاريخ 28/1/1920م وتم نشره في 12/2/1920م …

  ولهذا بالتزامن مع جدول الذكرى السنوية لاحتلال منطقتي كري سبي – تل أبيض – سري كانيه- رأس العين- في 9/10/2023م ،عاود العدوان على شمال وشرقي سوريا واستهدفت مصادر الحياة ،بهدف فرض أحوال معيشية يتعذر معها الحياة  من جهة، وترويع السكان ليصار إلى ترك أماكنهم وبالتالي الاتجاه نحو جحيم الهجرة القسرية ،وقبل أن تعاود الدولة التركية هذا العدوان في هذا الشهر ….. تذرعت بأسباب مفتعلة ولا علاقة لها بالحقيقة والواقع ،وبناء على تهديد علني أطلقه وزير خارجيتها هاكان فيدان في يوم الأربعاء 4/10/2023م أفاد به عزم دولته على العدوان وبما يقطع الشك باليقين، وبما يؤكد على تعذر نفيها مستقبلاً أمام المراجع القضائية الأممية ، المسؤولية الجرمية الناجمة عن ارتكابها جرائم العدوان والاحتلال والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية …لذلك ، وفي ظل ما تعاوده الدولة التركية من عدوان ، بالتزامن مع حلول ذكرى تاريخ احتلالها منطقتي كري سبي – تل أبيض – سري كانيه- رأس العين-في 9/10/2023م نناشد الامم المتحدة للمبادرة سريعاً للقيام بواجبها الأممي في حفظ الأمن والسلم  الدوليين وذلك حالاً وسريعاً ، وبما يكفل ثقة الشعوب بها وليس العكس، وكذلك القوى الضامنة للأمن في المنطقة أن تقف أمام مسؤولياتها لحماية المدنيين العزل وإيقاف العدوان المستمر على المنطقة .

القامشلي 9/10/2023م                                                                      منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*