بيان

أقام اتحاد الإعلام الحر و منظمة حقوق الانسان في الجزيرة  يوم  الأحد، بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان مؤتمراً صحفياً خاص بـ “لجنة تقصي الحقائق” المعنية باستهداف الصحفيين في شمال شرقي سوريا، والتي تم تشكيلها قبل أشهر بالتعاون مع عدد من الصحفيين والحقوقيين من سوريا ومصر.

وأُقيم المؤتمر الصحفي الأول لعمل اللجنة في حديقة القراءة بمدينة القامشلي عند الساعة 11 صباحاً بحضور عدد من الصحفيين والحقوقيين.

بُدء المؤتمر بقراءة بيان حول واقع استهداف الصحفيين وحول عمل لجنة تقصي الحقائق التي أُنشأت لتعنى بعمليات الاستهداف الممنهجة ضد صحفيين في شمال وشرقي سوريا، ومن ثم تم طرح عدد من الأسئلة على عدد من القائمين على عمل اللجنة، وتمت الإجابة عن كافة الأسئلة.

وجاء في نص البيان الذي قُرأ قبل بدء المؤتمر مايلي:

يتعرض الصحفيون في سوريا بشكل عام وفي شمال وشرقي سوريا بشكل خاص لانتهاكات عديدة منها المباشرة ومنها الغير مباشرة، ولاحظنا في الآونة الأخيرة أن الاحتلال التركي قد غير طريقة استهدافه للسكان وللصحفيين في شمال وشرقي سوريا حيث بدأ باستهدافهم بطائرات مسيرة مما أثار الخوف لديهم فانعكس هذا الأمر سلباً على الواقع الاجتماعي لديهم وعلى واقع العمل أيضاً.

على الرغم من إيماننا الكامل بأهمية منظمة الأمم المتحدة في الدفاع عن حقوق الإنسان، والمحافظة على السلم والأمن الدوليين، إلا أننا بنفس الإيمان نراها غير قادرة على تغطية كافة الالتزامات برعاية حقوق الإنسان في كل بقاع الأرض لكثرة الحروب وجرائم الإنسان ضد أخيه الإنسان، وإن كُنّا نُقدر دورها الكبير في إرسال بعثات تقصى الحقائق وتأسيس اللجان الدولية المستقلة لكشف جرائم الحرب في كل أقطار العالم، إلا أننا بنفس المعيار نرى ضرورة ملحة للقيام بأدوار مساعدة تقدم لها أدلة الجرائم وكشف الحقائق وتوثيق أدوات الجريمة وتعليق أجراس العار على أعناق مرتكبيها.

لم يكن حادث استهداف الصحفية دليلة عكيد في 23-8-2023، الأول من نوعه، بل سبقه حوادث أخرى لاستهداف الصحفيين (عين الحقيقة)، ولكن تطور وسائل استهداف الصحفيين بطريقة يصعب التدريب على تفاديها وإدارة هذا الخطر الجديد، شكّل خوفاً حقيقياً على مستقبل حرية الكلمة والأعين التى ترى الحقيقة لتخبرها للعالم، وبينما أعداء الإنسانية يرغبون في إسكات كلمة الحق، فإنهم يمارسون كل الوسائل الممكنة لتحييد قلم الصحافة عن توثيق جرائمه.

ومن دافع الخوف على مستقبل حرية الكلمة وحماية الصحفيين، تأسست هذه اللجنة (لجنة تقصي الحقائق في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في سوريا) في 11-9-2023، للتحقيق في الجرائم التى تستهدف الصحفيين، وتحديد مرتكبي الجرائم أو من سمحوا بارتكابها، وعزمت اللجمة أن تستخدما أدوات بحث وتقصي مختلفة ومتطورة، تقدم أدلة دامغة ضد مرتكبي الجرائم، وليكن عملنا سجلاً قيماً وغنياً بالأدلة التى تساعد المحاكم الجنائية الدولية والجهات المختصة في تفعيل مبدأ المحاسبة.

لقد ثبت أن للجان التحقيق وبعثات تقصى الحقائق أهمية في التصدى للإفلات من العقاب عن طريق تعزيز المساءلة، فهي تجمع المعلومات وتتحقق منها، وتضع سجلاً تاريخياً للأحداث وتوفر أساساً لمواصلة التحقيقات، وبما أن لجان التحقيق وبعثات تقصى الحقائق الدولية أصبحت أداة رئيسية من أدوات مواجهة الأمم المتحدة لحالات انتهاك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، فإنه كان من واجبنا استخدام ما لدينا من مهارات وخبرات في البحث والتقصى والتوثيق والاحتفاظ بالأدلة لكشف جرائم هذه الحرب بكل ما فيها من فظاعة وقلة احتشام.

يستمر الجناة في ارتكاب جرائمهم ضد الصحفيين لاطمئنانهم التام بأنهم في مأمن من الحساب ووسط زخم القتال والحرب، لكنهم لا يعلمون أننا نخطط لحصارهم خلال السنوات المقبلة ومطاردتهم، بل إن لدينا هدفاً حقيقياً في إنشاء هيئة صحفية دولية مهمتها رصد وتتبع محطات سفر الجناة الذين ارتكبوا جرائم قتل ضد الصحفيين وتعقب الجناة عبر السنوات المقبلة، والضغط على الهيئات القضائية الدولية المخصصة والمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة توقيف بحقهم ومحاكمتهم بما يتوفر لدينا من أدلة تساعد المحاكم فى قراراتها.

لقد سئمنا من بيانات الإدانة التى نتناقلها بين بعضنا على مناصتنا الإخبارية، والتى لا معنى لها سوى أننا نتحدث مع أنفسنا فقط، وإذ نعلم أن بيانات الإدانة هذه لا تعد دليلاً يستند عليه في سجلات الإدانة، لذا من الآن فصاعداً لن نكتفى ببيانات الإدانة التى لا مفعول لها سوى رقماً جديداً في نظام البرمجة لروابط الأخبار، بل لن يمر حادث دليلة عكيد مرور الكرام، ولن تمر الحوادث التى تستهدف الصحفيين في سوريا دون تحقيق وتوثيق، فإن عملنا هو أمراً أساسياً لردع الانتهاكات المقبلة وتشجيع الامتثال للقانون، وإن هدف اللجنة هو وضع البناء الأول للملاحقة القضائية مستقبلاً.

وعلى الرغم من مرور 3 أشهر فقط من تأسيس اللجنة، إلا أن ثمارها طرحت أسرع مما نتوقع، إذ تعاوننا مع هيئات ولجان من منظمة الأمم المتحدة في توثيق جرائم الحرب في شمال شرق سوريا، من بينها لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية.

إن هجماتنا وخططنا لمحاصرة مجرمي الحرب الذين يريدون إسكات الحقيقة، هي إحدى سبل الانتصاف وجبر الضرر، وإذ نعلن أننا نمارس مهامنا باستقلال وحياد وولاء وضمير، وهدفنا الوحيد هو المساهمة في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، دون أن نلتمس أو نقبل أية تعليمات من أية جهات أو حكومات أو مصدر آخر

 10 – 12-2023

اتحاد الاعلام الحر

منظمة حقوق الانسان في الجزيرة

مجموعه من الحقوقيين والاعلاميين و المحامين المستقلين .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*